ﺍﻫﺘﺰﺍﺯ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻌﺪ ﻫﻄﻮﻝ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻗﺎﻝ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﺞ: ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﺇِﻥ
ﻛُﻨﺘُﻢْ ﻓِﻲ ﺭَﻳْﺐٍ ﻣِّﻦَ ﺍﻟْﺒَﻌْﺚِ ﻓَﺈِﻧَّﺎ ﺧَﻠَﻘْﻨَﺎﻛُﻢ
ﻣِّﻦ ﺗُﺮَﺍﺏٍ ﺛُﻢَّ ﻣِﻦ ﻧُّﻄْﻔَﺔٍ ﺛُﻢَّ ﻣِﻦْ ﻋَﻠَﻘَﺔٍ ﺛُﻢَّ
ﻣِﻦ ﻣُّﻀْﻐَﺔٍ ﻣُّﺨَﻠَّﻘَﺔٍ ﻭَﻏَﻴْﺮِ ﻣُﺨَﻠَّﻘَﺔٍ ﻟِّﻨُﺒَﻴِّﻦَ
ﻟَﻜُﻢْ ﻭَﻧُﻘِﺮُّ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺣَﺎﻡِ ﻣَﺎ ﻧَﺸَﺎﺀ ﺇِﻟَﻰ ﺃَﺟَﻞٍ
ﻣُّﺴَﻤًّﻰ ﺛُﻢَّ ﻧُﺨْﺮِﺟُﻜُﻢْ ﻃِﻔْﻠًﺎ ﺛُﻢَّ ﻟِﺘَﺒْﻠُﻐُﻮﺍ
ﺃَﺷُﺪَّﻛُﻢْ ﻭَﻣِﻨﻜُﻢ ﻣَّﻦ ﻳُﺘَﻮَﻓَّﻰ ﻭَﻣِﻨﻜُﻢ ﻣَّﻦ
ﻳُﺮَﺩُّ ﺇِﻟَﻰ ﺃَﺭْﺫَﻝِ ﺍﻟْﻌُﻤُﺮِ ﻟِﻜَﻴْﻠَﺎ ﻳَﻌْﻠَﻢَ ﻣِﻦ ﺑَﻌْﺪِ
ﻋِﻠْﻢٍ ﺷَﻴْﺌًﺎ ﻭَﺗَﺮَﻯ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽَ ﻫَﺎﻣِﺪَﺓً ﻓَﺈِﺫَﺍ ﺃَﻧﺰَﻟْﻨَﺎ
ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﺍﻟْﻤَﺎﺀ ﺍﻫْﺘَﺰَّﺕْ ﻭَﺭَﺑَﺖْ ﻭَﺃَﻧﺒَﺘَﺖْ ﻣِﻦ ﻛُﻞِّ
ﺯَﻭْﺝٍ ﺑَﻬِﻴﺞٍ (5) ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﺸﺄﻥ ،
ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ،
ﺳﺎﻗﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻟﻴﺰﺩﺍﺩﻭﺍ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻣﻊ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ
ﻓﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﻳﺰﻳﺪ ﻭ ﻳﻨﻘﺺ. ﺍﻵﻳﺔ ﺗﻘﻮﻝ ﺇﻧﻚ
ﺗﺮﻯ ﺍﻷﺭﺽ ﻳﺎﺑﺴﺔ ﺧﺎﻣﻠﺔ ﺳﺎﻛﻨﺔ.. ﻓﻜﻞ
ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺎﻛﻦ ﻻ ﻳﺘﺤﺮﻙ، ﻭﻛﻞ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ
ﻭﻛﺎﺋﻨﺎﺗﻬﺎ ﻣﺤﻜﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﻟﻬﻼﻙ
ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻨﺰﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺀ.. ﺍﻟﺒﻜﺘﺮﻳﺎ..
ﺍﻟﻔﻄﺮﻳﺎﺕ... ﺍﻟﻄﺤﺎﻟﺐ... ﺍﻟﺒﺬﻭﺭ...
ﺍﻟﺴﻴﻘﺎﻥ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ.. ﺍﻟﺒﺼﻼﺕ... ﺍﻟﺒﺼﻴﻼﺕ..
ﺣﻮﻳﺼﻼﺕ ﺍﻟﺪﻳﺪﺍﻥ، ﺑﻮﻳﺼﻼﺕ ﺍﻟﺤﺸﺮﺍﺕ..
ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺮﺍﻛﻴﺐ ﺗﻌﻴﺶ ﺗﺤﺖ ﺍﻷﺭﺽ
ﻓﻲ ﺳﺒﺎﺕ ﻭﺳﻜﻮﻥ ﻫﺎﺟﻌﺔ ﻻ ﺗﺘﺤﺮﻙ
ﻭﺗﺄﺧﺬ ﺃﻗﻞ ﺣﺠﻢ ﻟﻬﺎ، ﻭﺃﻗﻞ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻛﺄﻧﺔ
ﺗﻨﺨﻔﺾ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﻞ
ﻣﻌﺪﻝ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ
ﺑﻬﺎ، ﺣﺘﻰ ﺟﺰﻳﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ، ﻭﺗﺴﺒﺢ ﺍﻷﺭﺽ
ﻫﺎﻣﺪﺓ ﺳﺎﻛﻨﺔ، ﺳﻜﻮﻥ ﻳﺸﺎﺑﻪ ﺳﻜﻮﻥ
ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ.. ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻘﺎﺣﻠﺔ
ﺍﻟﻤﺘﻤﺎﺳﻜﺔ ﺍﻟﺠﺰﻳﺌﺎﺕ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻨﺰﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺍﻟﻤﻄﺮ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻈﻞ ﻫﻜﺬﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺄﺗﻲ
ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺤﺎﺳﻤﺔ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ
ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻫْﺘَﺰَّﺕْ ﻭَﺭَﺑَﺖْ ، ﺗﺒﺪﺃ
ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ. ﺍﻟﺠﺮﺍﺛﻴﻢ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﺗﻨﺒﺖ
ﻭﺗﺘﺤﺮﻙ ﺗﺒﺪﺃ ﺍﻟﺤﻮﻳﺼﻼﺕ ﺍﻟﺴﺎﻛﻨﺔ ﻓﻲ
ﺍﻹﻧﺒﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ، ﺣﻮﻳﺼﻼﺕ ﺍﻟﺪﻳﺪﺍﻥ
ﺗﻨﺸﻂ ﻭﺗﺘﺤﺮﻙ، ﺍﻟﺒﺼﻼﺕ، ﺍﻟﺒﺼﻴﻼﺕ،
ﺍﻟﺪﻳﺪﺍﻥ، ﺍﻟﺴﻴﻘﺎﻥ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ، ﺍﻟﺤﺒﻮﺏ،
ﺍﻟﺒﺬﻭﺭ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺗﺴﺮﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﻓﺘﺘﺤﺮﻙ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺗﻬﺘﺰ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻈﺮ ﺍﻟﺒﻴﻊ
ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﻳﺼﻮﺭﻩ ﺭﺑﻨﺎ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ
ﺑﻘﻮﻟﻪ) :ﺍﻫْﺘَﺰَّﺕْ.( ﻭﺗﺒﺪﺃ ﻋﻠﻤﻴﺎﺕ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ
ﻭﺍﻣﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﺎﺀ، ﻭﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﺍﻟﻤﻌﻘﺪ
ﺇﻟﻰ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﺃﻗﻞ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﺪﺩﺍً
ﻭﺍﻛﺒﺮ ﺣﺠﻤﺎً، ﻭﺗﺒﺪﺃ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺄﻳﻦ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﻓﻲ
ﺟﺰﻳﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ، ﻭﺗﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﺠﺰﻳﺌﺎﺕ ﻓﻲ
ﺟﺰﻳﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ، ﻭﻧﺸﻂ ﺍﻟﺪﻳﺪﺍﻥ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ
ﻓﻲ ﺷﻖ ﺍﻷﻧﻔﺎﻕ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﻭﺍﺑﺘﻼﻉ ﻛﻤﻴﺎﺕ
ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺘﻼﺻﻘﺔ ﻭﺇﺧﺮﺍﺟﻬﺎ
ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﻔﻜﻜﺔ، ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺠﻢ ﻭ ﺗﺮﺑﻮ ﺃﻱ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﻭﺗﻨﺘﻔﺦ ﻭﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺷﺎﻫﺪﻧﺎ ﺻﻮﺭﻩ ﻣﺼﻐﺮﺓ
ﻣﻨﻪ ﻋﻨﺪ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺨﻤﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺠﻴﻦ، ﺗﺒﺪﺃ
ﺍﻟﺨﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﻮﻱ ، ﻭﻳﺰﺩﺍﺩ
ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻌﺠﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﻳﻐﻴﺾ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺎﺀ ،
ﻭﻟﻮﻻ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺫﻟﻚ.