ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺨﻴﻞ
«®°•.¸.·°°•.¸.·°®»
ﻣﻦ ﻗﺼﺺ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻳﺤﺪﺙ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ
ﻋﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻨﺺ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ
ﺹ : ﻭَﻭَﻫَﺒْﻨَﺎ ﻟِﺪَﺍﻭُﻭﺩَ ﺳُﻠَﻴْﻤَﺎﻥَ ﻧِﻌْﻢَ ﺍﻟْﻌَﺒْﺪُ
ﺇِﻧَّﻪُ ﺃَﻭَّﺍﺏٌ (30) ﺇِﺫْ ﻋُﺮِﺽَ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﺑِﺎﻟْﻌَﺸِﻲِّ
ﺍﻟﺼَّﺎﻓِﻨَﺎﺕُ ﺍﻟْﺠِﻴَﺎﺩُ (31) ﻓَﻘَﺎﻝَ ﺇِﻧِّﻲ ﺃَﺣْﺒَﺒْﺖُ
ﺣُﺐَّ ﺍﻟْﺨَﻴْﺮِ ﻋَﻦ ﺫِﻛْﺮِ ﺭَﺑِّﻲ ﺣَﺘَّﻰ ﺗَﻮَﺍﺭَﺕْ
ﺑِﺎﻟْﺤِﺠَﺎﺏِ (32) ﺭُﺩُّﻭﻫَﺎ ﻋَﻠَﻲَّ ﻓَﻄَﻔِﻖَ
ﻣَﺴْﺤًﺎ ﺑِﺎﻟﺴُّﻮﻕِ ﻭَﺍﻟْﺄَﻋْﻨَﺎﻕِ (33) ﻭﺍﻟﺼﺎﻓﻨﺎﺕ
ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻗﻮﺍﺋﻢ
ﻭﻗﺪ ﺃﻗﺎﻡ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺤﺎﻓﺮ،
ﻭﺍﻟﺠﻴﺎﺩ ﻫﻲ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻭﺟﻴﺪﺓ
ﺍﻟﺮﻛﺾ ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ
ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ
ﺍﻟﺨﻴﻮﻝ... ﻭﺃﻓﻀﻠﻬﺎ ﻣﻨﻈﺮﺍً ﻭﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍً
ﻭﺣﺮﻛﺔ ﻭﻋﺪﻭﺍً.. ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺃﻥ
ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﺍﻟﺠﻴﺎﺩ
ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻓﺄﻟﻬﺎﻩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻋﻦ
ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻏﻀﺐ
ﻭ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﺩ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ
ﻏﺮﺑﺖ ﻟﻴﺼﻠﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻓﺮﺩﺕ.... ﻭﻛﺼﻮﺭﺓ
ﻣﻦ ﻏﻀﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﺒﺐ
ﻓﻲ ﻓﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﺃﻟﻬﺘﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻗﺎﻡ
ﻭﻗﻄﻊ ﺳﻮﻗﻬﺎ ﻭﺃﻋﻨﺎﻗﻬﺎ ﻣﺴﺤﺎً ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ...
ﻭﺑﺪﻳﻬﻲ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻻ
ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﺇﻃﻼﻗﺎً ، ﻓﺈﻥ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ
ﺗﻘﺮﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺪ ﻛﺮﻡ
ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺗﻜﺮﻳﻤﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻭ ﺷﻬﺪ ﻟﻪ ﺑﺄﻧﻪ
ﻧﻌﻢ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﺃﻧﻪ ﺃﻭﺍﺏ ﺭﺟﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺮﺿﻲ
ﺍﻟﻠﻪ.. ﻓﻜﻴﻒ ﺇﺫﻥ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻭﻫﻮ
ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻝ.. ﻳﻌﺮﺽ
ﻋﻦ ﺫﻛﺮ ﺭﺑﻪ ؟. ﻭﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﺳﺒﺒﺎً ﺇﻃﻼﻗﺎً ؟. ﻭﺃﻧﻪ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺃﻥ ﻗﺪ ﻗﺪ
ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻳﻌﺮﺽ
ﻋﻦ ﺫﻛﺮ ﺭﺑﻪ ؟ ﺛﻢ ﻛﻴﻒ ﻳﻘﺘﻞ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﺨﻴﻮﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻔﻬﺎ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ
ﺃﻗﻮﻯ ﻭﺃﺣﺴﻦ ﻭﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺨﻴﻮﻝ،
ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺪﺓ
ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﺃﺩﺍﺓ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ
ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ.... ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻣﻌﺪﺓ
ﻟﺪﻓﻊ ﻋﺪﻭﺍﻥ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺬﻭﺩ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩ
ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﺍﻓﻌﻮﻥ ﻋﻦ ﺩﻳﻦ
ﺍﻟﻠﻪ ؟.
«®°•.¸.·°°•.¸.·°®»
ﻭﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺌﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻭﺑﻌﺪ
ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪ ﻭﺻﻞ
ﻓﻲ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﺒﻴﻄﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﺣﻘﺎﺋﻖ
ﻗﺎﻃﻌﺔ ﺗﻘﺮﺭ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ
ﻭﺃﻭﺭﺩﺗﻪ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻲ ﺃﻟﻔﺎﻅ
ﻗﺼﺎﺭ ﻫﻮ ﺃﻓﻀﻞ ﻃﺮﻕ ﻓﺤﺺ ﻭﺍﺧﺘﺒﺎﺭ
ﺍﻟﺨﻴﻞ ﺑﻞ ﺇﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﺪ ﺃﻓﺮﺩﺕ ﻟﻔﺤﺺ ﻭﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺨﻴﻞ
ﻓﺼﻮﻻً ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻨﺠﺪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ " ﺃﺻﻮﻝ
ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﺒﻴﻄﺮﻱ " ﻭﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ "
ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ " ﻣﺎ ﻧﺼﻪ "
ﻟﻠﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺃﻣﺰﺟﺔ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ. ﻭﻃﺒﺎﻉ
ﺗﺘﻘﻠﺐ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻋﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺳﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺘﻄﻠﺐ
ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺮﺻﺎً ﻭﺍﻧﺘﺒﺎﻫﺎً ﻋﻈﻴﻤﻴﻦ
ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻟﻠﻐﺮﻳﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﻟﻪ
ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﺧﺪﻣﺘﻬﺎ، ﻓﻴﻨﻤﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﺎﺣﺺ
ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺧﺪﻣﺘﻬﺎ ـ ﻭﻫﻮ ﺳﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﺠﻠﺪ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﻴﻂ ﺍﻟﻤﺠﺪﻭﻝ ﺃﻭ ﺣﺒﻞ ﻣﻦ
ﻟﻴﻒ ﻳﺮﺑﻂ ﺑﻪ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ـ ﺃﻭ ﻣﻦ
ﺭﻭﺍﺳﺘﻬﺎ ـ ﻭﻫﻮ ﺣﺒﻞ ﻳﺮﺑﻂ ﺣﻮﻝ ﻗﺮﻧﻴﻬﺎ ـ
ﺃﻭ ﻳﻤﺴﻚ ﺍﻟﻔﺎﺻﻞ ﺍﻷﻧﻔﻲ ﺑﺄﺻﺎﺑﻊ ﻳﺪﻩ
ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ.. ﻧﺠﺪ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ
ﻳﻈﻬﺮ ﻓﺎﺣﺺ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ﻧﺤﻮﻩ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﻄﻒ ﻭﻫﻮ ﺩﺍﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﺮﺑﺖ ﻋﻠﻰ
ﺭﺃﺳﻪ ﻭﺭﻗﺒﺘﻪ ﻭﻇﻬﺮﻩ ﻓﻴﻄﻤﺌﻦ ﺇﻟﻴﻪ
ﻭﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﺻﺪﻳﻖ ﻓﻼ ﻳﺘﻬﻴﺞ ﺃﻭ
ﻳﺮﻓﺲ.... ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻫﻢ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ
ﻗﻮﺍﺋﻤﻪ ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺠﺮﻱ
ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ، ﻓﺈﻥ
ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﺘﺠﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﻓﺤﺺ
ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻫﻮ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﻗﻮﺍﺋﻤﻪ ﻭﻳﺠﺐ ﺭﻓﻊ
ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﻓﺤﺼﻪ ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ
ﻳﻘﻮﻝ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ) ﻭﻟﺮﻓﻊ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ
ﺍﻷﻣﺎﻣﻴﺔ ﻳﻤﺴﻚ ﻋﺎﻣﻞ ﺑﺰﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ
ﻭﻳﻘﻒ ﺍﻟﻔﺎﺣﺺ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﻛﺘﻔﻪ ﻣﺘﺠﻬﺎً
ﻟﻠﻤﺆﺧﺮﺓ ﺛﻢ ﻳﺮﺑﺖ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺭﻗﺒﺘﻪ
ﻭﻛﺘﻔﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ
ﻓﺎﻟﺴﺎﻋﺪ ﻓﻴﺼﻴﺐ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﻛﺒﺔ
ﻭﺍﻟﺮﻣﺎﻧﺔ ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻤﺴﻚ ﺃﻭﺗﺎﺭ ﻗﺎﺋﻤﺘﻪ ﻓﻴﺮﻓﻌﻬﺎ ﻃﺎﺋﻌﺎً
ﻣﺨﺘﺎﺭﺍً .( ﻭﻗﻴﺎﺱ ﻧﺒﺾ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ
ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺎﺣﺺ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃ
ﺑﻬﺎ ﻓﺤﺼﻪ ﻟﻠﺤﺼﺎﻥ ، ﻓﻌﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻨﺒﺾ
ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺿﻴﺔ،
ﻭﻳﻘﺮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻗﻴﺎﺱ ﺍﻟﻨﺒﺾ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﻞ
ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﺎﻥ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻔﻜﻲ
ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﺼﺪﻏﻲ ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﻜﻌﺒﺮﻱ...
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻗﻴﺎﺱ ﺍﻟﻨﺒﺾ ﻭﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﻫﺪﻭﺋﻪ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻜﺸﻒ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻋﻦ
ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺿﻴﺔ ﻭﻋﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ
ﻣﺼﺎﺑﺎً ﺑﻤﺮﺽ ﺃﻭ ﺳﻠﻴﻤﺎً، ﻓﺈﻥ ﻗﻴﺎﺱ ﻧﺒﻀﻪ
ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﻃﺎﻗﺘﻪ ﻻﺑﺪ
ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ﺑﻞ
ﺑﺸﻮﻁ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺮﻱ... ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﻴﻮﻝ ﻋﻴﻮﺏ ﺗﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ
ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺩﺳﺘﻮﺭﺍً ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻋﻨﺪ ﻓﺤﺺ
ﻭﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻫﻲ ﺃﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﺤﺺ
ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻱ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﺤﺼﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ
ﺻﻼﺣﻴﺘﻪ ﺷﻜﻼً ﻭﻣﻨﻈﺮﺍً ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﻌﺪﻭ
ﻟﺸﻮﻁ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﺍﻻﺳﺘﻄﺎﻋﺔ
ﻭﻣﺮﺍﻗﺒﺘﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﺪﻭ.. ﺛﻢ ﻗﻴﺎﺱ ﻧﺒﻀﻪ
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻓﺤﺺ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻓﺤﺼﺎً ﻇﺎﻫﺮﻳﺎً ﺇﺫ
ﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ، ﺃﻣﺮ ﺑﺄﻥ ﺗﻌﺪﻭ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺼﻰ
ﻭﺃﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﺎﻉ ﺣﺘﻰ ﺗﻮﺍﺭﺕ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺏ
ﻓﻠﻢ ﺗﻌﺪ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﻣﺴﺘﻄﺎﻋﺔ... ﺛﻢ ﻃﻠﺐ ﺃﻥ
ﺗﻌﻮﺩ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻮﻁ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻭ
ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ ﻗﺎﻡ ﺑﺎﻟﻔﺤﺺ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻟﻘﻴﺎﺱ
ﺍﻟﻨﺒﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﺎﻥ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻔﻜﻲ
ﻭﺍﻟﺼﺪﻏﻲ ﻭﺍﻟﻜﻌﺒﺮﻱ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺑﻔﺤﺺ
ﺳﺎﻕ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﺩ ﻟﻴﻌﺮﻑ
ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻃﺎﻗﺔ ﺍﻟﺴﺎﻕ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻭﺣﻰ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ. ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﻭﺣﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻪ.. ﻭﻻ ﺇﻟﻪ
ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻘﺎً ﻭ ﺻﺪﻗﺎً....