ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ " ﻭَﺇِﻧَّﻚَ ﻟَﻌَﻠَﻰ ﺧُﻠُﻖٍ ﻋَﻈِﻴﻢٍ
) "ﺍﻟﻘﻠﻢ(4 :
ﻛﻴﻒ ﻧﺸﺄ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ How The Topic
Arose ﺃﻋﻄﺎﻧﻲ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻬﺘﺎﺭ
)ﻓﺎﺭﻭﻗﻲ() ( ﻣﻨﺬ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً
)ﻭﺗﺮﺑﻄﻨﻲ ﺑﻪ ﺻﻠﺔ ﻗﺮﺍﺑﺔ( ﻣﻘﺎﻟﺔ ()
ﻟﻠﻤﺆﺭﺥ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻻﻣﺎﺭﺗﻴﻦ
(Lamartine) ﻳﺒﺮﻫﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﻛﺎﻥ ﺃﻋﻈﻢ ﺭﺟﻞ ﻋﺎﺵ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ.
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﻬﺘﺎﺭ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﻞ
ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻣﻌﺘﻘﺪﺍً ﺃﻧﻨﻲ ﻗﺪ ﺃﺣﺘﻔﻆ
ﺑﻬﺎ ﻟﻼﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ.
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﻬﺘﺎﺭ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻗﺪ ﺃﻫﺪﺍﻧﻲ
ﻛﺘﺎﺏ ﻏﺎﻟﻲ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ " ﻧﺪﺍﺀ ﺍﻟﻤﺄﺫﻧﺔ
" ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﻷﺳﻘﻒ " ﻛﻴﻨﺚ ﻛﺮﺍﺝ " ﻭﻗﺪ
ﻗﻤﺖ ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻛﺘﺸﻔﺖ
ﺑﺮﺍﻋﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻔﻮﻗﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺪﺍﻉ
ﻭﺍﻟﺘﻀﻠﻴﻞ. ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺛﺎﺭﻧﻲ ﺇﺟﻼﻝ ﻻﻣﺎﺭﺗﻴﻦ
ﻟﺮﺳﻮﻟﻨﺎ ﻭﺑﻌﺚ ﻓﻲ ﺭﻏﺒﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺔ
ﺃﻧﺼﺎﺭﻩ ﻋﻦ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﻊ ﺇﺧﻮﺍﻧﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺒﻌﻴﺪﺓ.
ﻟﻘﺪ ﺗﻠﻘﻴﺖ ﻣﻜﺎﻟﻤﺔ ﺗﻠﻴﻔﻮﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺩﺍﻧﻬﺎﻭﺯﺭ )ﺑﻠﺪﺓ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻓﻲ
ﺷﻤﺎﻝ ﻧﺎﺗﺎﻝ( ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﻈﻤﻮﻥ ﺍﺣﺘﻔﺎﻻً
ﺑﺎﻟﻤﻮﻟﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻭﻗﺪ ﺩﻋﻮﻧﻲ
ﻹﻟﻘﺎﺀ ﻣﺤﺎﺿﺮﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ
ﺍﻟﺴﻌﻴﺪﺓ ﻓﻮﺍﻓﻘﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ
ﻫﺬﺍ ﺷﺮﻑ ﻭﺍﻣﺘﻴﺎﺯ ﻟﻲ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﺎﺀﻟﻮﺍ
ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻣﺤﺎﺿﺮﺗﻲ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻠﻨﻮﺍ ﻋﻨﻬﺎ
ﺍﻗﺘﺮﺣﺖ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ )ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻷﻋﻈﻢ( ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻭﺣﻲ ﻣﺎ
ﻛﺘﺒﻪ ﻻﻣﺎﺭﺗﻴﻦ.
ﺧﻴﺒﺔ ﺍﻷﻣﻞ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭ Repeated Let –
Downs ﻟﻘﺪ ﻻﺣﻈﺖ ﻋﻨﺪ ﻭﺻﻮﻟﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ
ﺩﺍﻧﻬﺎﻭﺯﺭ (Dannhauser) ﺑﻌﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻠﺼﻘﺎﺕ ﺗﻌﻠﻦ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻭﺗﻘﻮﻝ
ﻓﻲ ﺟﻮﻫﺮﻫﺎ ﺃﻥ ﺩﻳﺪﺍﺕ ﺳﻴﺤﺎﺿﺮ ﻋﻦ
ﻣﻮﺿﻮﻉ " ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ " ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﻣﻔﺘﻮﺭ ﺍﻟﻬﻤﺔ ()
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭﻋﻨﺪ ﺍﺳﺘﻌﻼﻣﻲ ﻋﻦ
ﺳﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﻗﻴﻞ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ
ﻛﺎﻥ ﺑﺴﺒﺐ ﺧﻄﺄ ﻣﻄﺒﻌﻲ.
ﻭﻟﻘﺪ ﺟﺎﺀﺗﻨﻲ ﺩﻋﻮﺓ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﺑﻌﺪ ﺣﻮﺍﻟﻲ
ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ "
ﺑﺮﻳﺘﻮﺭﻳﺎ " ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﺠﻨﻮﺏ
ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺓ ﻫﻮ
ﻧﻔﺴﻪ )ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺍﻷﻋﻈﻢ( ﻭﺍﻧﺘﺎﺑﻨﻲ ﺍﻟﻔﺰﻉ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻐﻴﺮ
ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ " ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ .."
ﻭﺃﻋﻄﻴﺖ ﻟﻲ )ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ( ﺃﺳﺒﺎﺑﺎً
ﻭﺃﻋﺬﺍﺭﺍً ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻟﺴﺎﺑﻘﺘﻬﺎ، ﻭﻗﺪ ﺟﺮﺕ
ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻱ ﺟﻨﻮﺏ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ.
ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺩﻋﻨﻲ ﺃﻋﻄﻲ ﻟﻚ ﻣﺜﺎﻻً ﺁﺧﺮ
ﻟﻌﻘﺪﺓ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻤﺜﻞ ﺟﺰﺀ
ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﺍﻷﻣﺔ. ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ
ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﺨﺘﻠﻒ U.S.A. No
Different ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺟﻮﻟﺘﻲ ﻹﻟﻘﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ
ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1977
ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺃﻥ ﺟﻨﻮﺩﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ
ﻣﺎﺯﺍﻟﻮﺍ ﺃﺿﻌﻒ ﻣﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﺘﻘﺪ. ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻦ
ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺤﺰﻧﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮﺭﺕ ﺑﻬﺎ
ﻓﺈﻧﻲ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﻳﻜﻔﻲ ﻹﺛﺒﺎﺕ
ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺗﻜﻠﻢ ﻋﻨﻬﺎ.
ﻟﻘﺪ ﻧﺼﺢ ﻣﺴﻠﻤﻮﺍ ﺍﻧﺪﻳﺎﻧﺎﺑﻮﻟﻴﺲ
(Indienapolis) ﺑﺄﻥ ﻳﻨﻈﻤﻮﺍ ﻣﺤﺎﺿﺮﺓ
ﻟﻲ ﺣﻮﻝ ﻣﻮﺿﻮﻉ " ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ" ( ﻭﻗﺪ ﺍﺗﻔﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻣﻮﺍ
ﺑﺎﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﻤﺎﻣﺎً. ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﺢ
ﻟﻬﻢ ﺧﻮﻓﻬﻢ ﻭﺟﺒﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ
ﺍﻋﺘﻘﺪﻭﺍ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﺍﺳﺘﻔﺰﺍﺯﻱ ﺟﺪﺍً.
ﻭﺃﻟﻬﻤﺘﻬﻢ ﺣﻜﻤﺘﻬﻢ )؟( ﺑﺘﻠﻄﻴﻒ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ
ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺃﺧﻒ ﻭﻃﺄﺓ ﻭﺗﻜﻮﻥ " ﻧﺒﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ " ﻭﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺷﻚ ﻓﺈﻧﻜﻢ
ﺗﻮﺍﻓﻘﻮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻋﻨﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﻮﻕ
ﻭﺑﻼ ﺣﻴﺎﺓ.
ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎ ﻳﺜﻴﺮ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻭ
ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻬﻨﺪﻭﺳﻲ
ﻟﻠﺤﻀﻮﺭ؟ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻌﻨﻲ ﻛﻠﻤﺔ " ﻧﺒﻲ "؟ ﺇﻥ
ﻛﻠﻤﺔ " ﻧﺒﻲ " ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﻏﻠﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﻌﻨﻲ
" ﺃﻱُّ ﻧﺒﻲ ."
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻬﺘﻢ ﺑﺤﻀﻮﺭ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻳﻨﺎﻗﺶ
ﻣﺠﺮﺩ " ﻧﺒﻲ " ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺫﻛﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ؟ ﺃﻳﻮﺏ
– ﻳﻮﺋﻴﻞ – ﻳﻮﻧﺲ – ﻋﺰﺭﻭﺍ ﺃﻭ ﻋﺰﻳﺮ –
ﺍﻟﻴﻮﺷﻊ – ﺣﺰﻗﻴﻞ.. ﻫﻢ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ
ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﺫﻛﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ. ﻭﻛﻤﺎ
ﻫﻮ ﻣﺘﻮﻗﻊ ﻓﻘﺪ ﺃﻭﺿﺤﺖ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ
ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﺪﻡ ﺟﺎﺫﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ.
ﻣﺮﻛﺐ ﺍﻟﻨﻘﺺ nferiority Complexi
ﻣﺎ ﺳﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﺽ؟ ﻣﺮﻛﺐ ﺍﻟﻨﻘﺺ؟
ﻧﻌﻢ. ﻧﺤﻦ ﻗﻮﻡ ﻋﺎﺟﺰﻳﻦ ﺍﻧﺘﺰﻋﺖ ﻣﻨﻬﺎ
ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ
ﺃﻋﺪﺍﺅﻧﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻳﻀﺎً ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺃﺻﺪﻗﺎﺅﻧﺎ
ﺍﻟﺨﺎﻣﻠﻴﻦ. ﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﺠﺮﺅ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺩﻳﺪ
ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺨﺼﻮﺹ ﺣﺒﻴﺒﻪ:
" ﻭَﺇِﻧَّﻚَ ﻟَﻌَﻠَﻰ ﺧُﻠُﻖٍ ﻋَﻈِﻴﻢٍ ) "ﻥ(4 : ﺍﻷﻛﺜﺮ
ﺗﺄﺛﻴﺮﺍً: the Most influential ﻋﺎﺩﺓ ﻓﺈﻧﻪ
ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻷﻱ ﺷﺨﺺ ﺃﻥ ﻳﺤﺐ –
ﻳﻤﺪﺡ ﻳﺒﺠﻞ – ﺃﻭ ﻳﻤﺠﺪ ﻗﺎﺋﺪﻩ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ
ﺑﻄﻼً ﺃﻭ ﻗﺪﻳﺴﺎً ﺃﻭ ﻧﺒﻴﺎً ﻭﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎ ﻧﻔﻌﻞ
ﺫﻟﻚ.
ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﻮ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺃﻋﺪﺕ ﺫﻛﺮ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﻌﻈﻤﺎﺀ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻮﻩ ﻋﻦ ﻧﺒﻴﻨﺎ
ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﻟﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺒﺨﺴﻪ
ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻨﺎﺯﻋﻴﻦ ﻟﻠﺸﻜﻮﻛﻴﺔ
ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ ﺃﻭ ﻭﻟﻊ ﺃﻭ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻟﻬﺬﺍ
ﻓﻠﺘﺴﻤﺤﻮﺍ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﺑﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﻏﻴﺮ
ﻣﺘﺤﻴﺰﻳﻦ ﻭﻧﻘﺎﺩ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﺟﻬﺮﻭﺍ ﺑﻌﺪﺍﻭﺗﻬﻢ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ. ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻚ ﻭﺟﺪﺕ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻳﺮ
ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻤﺤﻤﺪ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ( ﻟﻢ ﻳﻤﺲ ﺷﻐﺎﻑ ﻗﻠﺒﻚ ﻓﻠﺘﻌﻠﻢ ﺃﻥ
ﺇﻳﻤﺎﻧﻚ ﺧﺎﻃﺊ ﻭﻟﺘﺒﺤﺚ ﻟﻚ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﺎ ﻏﻴﺮ
ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻓﺈﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ
ﺍﻷﺧﺸﺎﺏ ﺍﻟﻌﻄﺒﺔ ﻓﻲ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ.
ﻧﺸﺮ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻛﺘﺎﺏ
ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ " ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ " ﺃﻭ )ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﻭﻥ ﻣﺎﺋﺔ( ﺃﻭ
)ﺍﻟﻘﻤﻢ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ( ﺃﻭ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ.
ﻭﻗﺪ ﺃﻟﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ
ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻣﺎﻳﻜﻞ
ﻫﺎﺭﺕ ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻡ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻋﻦ
ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﺃﻋﻈﻢ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻛﺜﺮ
ﻣﺎﺋﺔ ﺭﺟﻞ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﻨﻬﻢ
ﺁﺯﻭﺱ – ﺃﺭﺳﻄﻮ – ﺑﻮﺫﺍ – ﻛﻮﻧﻔﻮﺷﻴﻮﺱ
– ﻫﺘﻠﺮ- ﺃﻓﻼﻃﻮﻥ – ﺫﺭﺍﺩﺷﺖ – ﻭﻫﻮ ﻻ
ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ
ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﻘﻮﻡ
ﺑﺘﻘﻴﻴﻢ ﺩﺭﺟﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻭﻳﺼﻔﻬﻢ ﺑﺘﺮﺗﻴﺐ
ﺗﻔﻮﻗﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻣﻦ ﺭﻗﻢ ﻭﺍﺣﺪ
ﻭﺣﺘﻰ ﺭﻗﻢ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﻮﺿﺢ ﻟﻨﺎ ﺃﺳﺒﺎﺑﻪ
ﻓﻲ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﻣﺮﺷﺤﻴﻪ.
ﻭﻧﺤﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﻄﺎﻟﺒﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ
ﻛﻼﻣﻪ ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﻻ ﻳﺴﻌﻨﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻧﻌﺠﺐ ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺩﻗﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ. ﻭﺃﻛﺜﺮ
ﺷﻲﺀ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻠﺪﻫﺸﺔ ﻓﻲ ﺗﺼﻨﻴﻔﺘﻪ
ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﺎﺓ ﺃﻧﻪ ﻭﺿﻊ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺮﻗﻢ ﻭﺍﺣﺪ
ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﺎﺀ ﻭﻫﻮ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﺆﻛﺪ
ﺑﺪﻭﻥ ﻋﻠﻢ ﺃﻭ ﻗﺼﺪ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ
ﺁﺧﺮ ﺗﻨﺰﻳﻞ ﻟﻪ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ" :ﻟَﻘَﺪْ ﻛَﺎﻥَ ﻟَﻜُﻢْ ﻓِﻲ
ﺭَﺳُﻮﻝِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺃُﺳْﻮَﺓٌ ﺣَﺴَﻨَﺔٌ) "ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ(21 :
ﻋﻴﺴﻰ )ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ( ﺭﻗﻢ Jesus 3
(P.B.U.H.) NO 3 ~
ﻭﻗﺪ ﺃﺳﻌﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺗﺼﻨﻴﻒ
ﻣﺎﻳﻜﻞ ﻫﺎﺭﺕ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ. ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺻﺪﻡ
ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ
ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻋﺘﺒﺮﻭﺍ ﺫﻟﻚ ﺇﻫﺎﻧﺔ.
ﻣﺎﺫﺍ؟ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ )ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ( ﻓـﻲ
ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﻣﻮﺳﻰ )ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ(
ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ؟!! ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻓﺈﻥ
ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺷﻲﺀ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻫﻀﻤﻪ
ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺎﻳﻜﻞ ﻫﺎﺭﺕ؟
ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﺴﺘﻤﻊ ﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺘﻪ" : ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﺟﺪ
ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻣﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﺿﻌﻒ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﻓـﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ () ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺒﺪﻭ ﻏﺮﻳﺒﺎً ﺃﻥ
ﻳﻜﻮﻥ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻋﻠﻰ ﻣـﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ.