ﻧﺺ ﺍﻟﺪﺭﺱ
ﺍﺻﻞ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ : ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ . ﺗﻘﻮﻝ : ﺗﻮﻛﻠﺖ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻮﻛﻼً، ﺃﻱ : ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﻋﻠﻴﻪ، ﻫﺬﺍ
ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ.
ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻮﻛـﻞ : ﺃﻥ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩًﺍ ﺻﺎﺩﻗًﺎ ﻓﻲ
ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﺩﻧﻴﺎﻩ ﻣﻊ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ
ﺍﻟﻤﺄﺫﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ. ﻓﺎﻟﺘﻮﻛﻞ : ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ،
ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩ، ﻭﻋﻤﻞ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻓﻬﻮ : ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺃﻥ
ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻠﻪ ﻟﻠﻪ، ﻓﺈﻥ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻭﻣﺎ
ﻟﻢ ﻳﺸﺎﺀ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ.
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﻫﻮ: ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ، ﺍﻟﻀﺎﺭ،
ﺍﻟﻤﻌﻄﻲ، ﺍﻟﻤﺎﻧﻊ. ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ
ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺑﻘﻠﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺑﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ،
ﻭﻳﺜﻖ ﺑﻪ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻮﺛﻮﻕ، ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﻳﺄﺗﻲ
ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﻫﻮ: ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ
ﺍﻟﻤﺄﺫﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺮﻋًﺎ.
ﻭﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻧﻮﻋﺎﻥ:
ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ : ﺗﻮﻛﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺣﻆ
ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻭﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ.
ﻭﺛﺎﻧﻴﻬﻤﺎ : ﺗﻮﻛﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺗﺤﺼﻴﻞ
ﻣﺮﺿﺎﺗﻪ.
ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻐﺎﻳﺘﻪ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻭﺇﻥ
ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺤﺾ ﺣﻆ ﺍﻟﻌﺒﺪ،
ﻓﺎﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﺼﻮﻟﻪ ﻋﺒﺎﺩﺓ،
ﻓﻬﻮ ﻣﻨﺸﺄ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﺩﻧﻴﺎﻩ.
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﻓﻐﺎﻳﺘﻪ ﻋﺒﺎﺩﺓ، ﻭﻫﻮ
ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﺒﺎﺩﺓ، ﻓﻼ ﻋﻠﺔ ﻓﻴﻪ ﺑﻮﺟﻪ ﻓﺈﻧﻪ
ﺍﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺮﺿﻴﻪ. ﻓﺼﺎﺣﺒﻪ
ﻣﺘﺤﻘﻖ ﺑـ(( ﺇِﻳَّﺎﻙَ ﻧَﻌْﺒُﺪُ ﻭَﺇِﻳَّﺎﻙَ ﻧَﺴْﺘَﻌِﻴﻦُ))
(ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ 1 (5 :
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻓﺄﻧﻮﺍﻉ:
ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻤﺎ
ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺟﻠﺐ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ
ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﻀﺎﺭ، ﻭﻫﺬﺍ ﺷﺮﻙ ﺃﻛﺒﺮ ﻷﻧﻪ ﺇﺫﺍ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ،
ﻓﺎﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ
ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﻛﺒﺮ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ
ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ( ﻭَﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ
ﻓَﺘَﻮَﻛَّﻠُﻮﺍ ﺇِﻥْ ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﻣُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ( .
ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ )) ﻓَﺎﻋْﺒُﺪْﻩُ ﻭَﺗَﻮَﻛَّﻞْ ﻋَﻠَﻴْﻪِ
(( [2] .
ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ((ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺇِﺫَﺍ
ﺫُﻛِﺮَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻭَﺟِﻠَﺖْ ﻗُﻠُﻮﺑُﻬُﻢْ ﻭَﺇِﺫَﺍ ﺗُﻠِﻴَﺖْ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ
ﺁﻳَﺎﺗُﻪُ ﺯَﺍﺩَﺗْﻬُﻢْ ﺇِﻳﻤَﺎﻧﺎً ﻭَﻋَﻠَﻰ ﺭَﺑِّﻬِﻢْ ﻳَﺘَﻮَﻛَّﻠُﻮﻥَ
ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳُﻘِﻴﻤُﻮﻥَ ﺍﻟﺼَّﻼﺓَ ﻭَﻣِﻤَّﺎ ﺭَﺯَﻗْﻨَﺎﻫُﻢْ
ﻳُﻨْﻔِﻘُﻮﻥَ ﺃُﻭﻟَﺌِﻚَ ﻫُﻢُ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ ﺣَﻘّﺎً ﻟَﻬُﻢْ
ﺩَﺭَﺟَﺎﺕٌ ﻋِﻨْﺪَ ﺭَﺑِّﻬِﻢْ ﻭَﻣَﻐْﻔِﺮَﺓٌ ﻭَﺭِﺯْﻕٌ
ﻛَﺮِﻳﻢٌ)) ( ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻧﻔﺎﻝ : 4,3) .
ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻲ ﺣﺎﺿﺮ
ﻣﻦ ﻣﻠﻚ ﺃﻭ ﻭﺯﻳﺮ ﺃﻭ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻗﺪﺭﻩ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺭﺯﻕ ﺃﻭ ﺩﻓﻊ ﺃﺫﻯ، ﻭﻫﺬﺍ
ﺷﺮﻙ ﺃﺻﻐﺮ، ﺑﺴﺒﺐ ﻗﻮﺓ ﺗﻌﻠﻖ ﺍﻟﻘﻠﺐ
ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻩ ﻋﻠﻴﻪ. ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ
ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺳﺒﺐ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺪﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻲﺀ
ﻭﺃﺟﺮﺍﻩ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﻬﺬﺍ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ ﺇﺫﺍ
ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﺛﺮ ﺻﺤﻴﺢ ﻓﻲ ﺣﺼﻮﻝ
ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ.
ﻟﻜﻦَّ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﻪ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ، ﻭﻳﻜﺎﺩ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﺼﻮﻝ ﻣﺮﺍﺩﻩ.
ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻓﻲ
ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻪ ﻓﻬﺬﺍ ﺟﺎﺋﺰ
ﺩﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻹﺟﻤﺎﻉ . ﻟﻜﻦ
ﻻ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺣﺼﻮﻝ ﻣﺎ ﻭﻛّﻞ ﻓﻴﻪ
ﺑﻞ ﻳﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ
ﺗﻴﺴﻴﺮ ﺃﻣﺮﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﻠﺒﻪ ﺇﻣﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺃﻭ
ﺑﻨﺎﺋﺒﻪ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻻ ﺗﻘﻮﻝ : ﺗﻮﻛﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻓﻼﻥ
ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ : ﻭﻛﻠﺖ ﻓﻼﻧًﺎ. ﻭﻗﺪ ﻭﻛﻞ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴًّﺎ ﻓﻲ
ﺫﺑﺢ ﺑﻘﻴﺔ ﺑﺪﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺠﺔ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ [3]،
ﻭﻭﻛﻞ ﺃﺑﺎ ﻫﺮﻳﺮﺓ – ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ –
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ، [4] ﻭﻭﻛﻞ ﻋﺮﻭﺓ ﺑﻦ
ﺍﻟﺠﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﻟﻪ ﺃﺿﺤﻴﺔ 5
ﺃﻣﺎ ﺍﻵﻳﺔ ﻭﻫﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ )) ﻭَﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ
ﻓَﺘَﻮَﻛَّﻠُﻮﺍ ﺇِﻥْ ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﻣُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ ((، ﻓﻘﻮﻟﻪ))
ﻭَﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻓَﺘَﻮَﻛَّﻠُﻮﺍ((
ﺃﻱ : ﻻ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻔﻴﺪ ﺍﻟﺤﺼﺮ؛
ﻷﻥ ﻣﻦ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﻼﻏﻴﻴﻦ
ﺗﻘﺪﻡ ﻣﺎ ﺣﻘﻪ ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ، ﻭﺍﻷﺻﻞ :
ﺗﻮﻛﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻗﻮﻟﻪ)) ﻓَﺘَﻮَﻛَّﻠُﻮﺍ((
ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﺃﻱ :
ﺍﻋﺘﻤﺪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ، ﻭﻓﻮﺿﻮﺍ
ﺃﻣﻮﺭﻛﻢ ﺇﻟﻴﻪ .ﻓﺪﻟﺖ ﺍﻵﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ
ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﻭﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ. ﻭﻗﻮﻟﻪ )) ﺇِﻥْ
ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﻣُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ (( ، ﺃﻱ : ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ
ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺗﻮﻛﻠﻮﺍ .ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ
ﺍﻟﻘﻴﻢ ) :ﻓﺠﻌﻞ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﺮﻃﺎً
ﻓﻲ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺘﻔﺎﺀ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
ﻋﻨﺪ ﺍﻧﺘﻔﺎﺋﻪ ﻓﻤﻦ ﻻ ﺗﻮﻛﻞ ﻟﻪ ﻻ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﻟﻪ
[6]
ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﻭَﻣَﻦْ ﻳَﺘَﻮَﻛَّﻞْ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻓَﻬُﻮَ
ﺣَﺴْﺒُﻪُ( ﺍﻟﻄﻼﻕ : 3 .
ﻭﻗﻮﻟـﻪ ) ﻓَﻬُﻮَ ﺣَﺴْﺒُﻪُ (، ﺃﻱ : ﻛﺎﻓﻴﻪ . ﻭﻣﻦ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﻛﺎﻓﻴﻪ ﺗﻴﺴﺮﺕ ﺃﻣﻮﺭﻩ،
ﻭﻻ ﻣﻄﻤﻊ ﻷﺣﺪ ﻓﻴﻪ، ﻭﻫﻮ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ
ﻋﻈﻢ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻭﻓﻀﻠﻪ، ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻪ ﻟﻢ
ﻳﺄﺕ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﻗﺎﻝ: (( ﻭَﻣَﻦْ ﻳَﺘَﻮَﻛَّﻞْ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻓَﻬُﻮَ
ﺣَﺴْﺒُﻪُ )) ﺇﻻ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ.
ﻭﻣﻦ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺃﻳﻀﺎً : ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﺟﻌﻠﻪ ﺳﺒﺒﺎً ﻟﻨﻴﻞ ﻣﺤﺒﺘﻪ ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﺇِﻥَّ
ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳُﺤِﺐُّ ﺍﻟْﻤُﺘَﻮَﻛِّﻠِﻴﻦَ( ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ 159 :
ﻭﻣﻦ ﻓﻀﻴﻠﺘﻪ ﺃﻧﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﺇﺳﻼﻡ
ﺍﻟﻤﺘﻮﻛﻞ ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﻭَﻗَﺎﻝَ ﻣُﻮﺳَﻰ ﻳَﺎ
ﻗَﻮْﻡِ ﺇِﻥْ ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﺁﻣَﻨْﺘُﻢْ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﻓَﻌَﻠَﻴْﻪِ ﺗَﻮَﻛَّﻠُﻮﺍ ﺇِﻥْ
ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﻣُﺴْﻠِﻤِﻴﻦ( ﻳﻮﻧﺲ 94 :
--------------------------------------------------------
[1]ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻬﺠﺮﺗﻴﻦ : ﺹ336
[2]ﺍﻧﻈﺮ : ﺗﻴﺴﻴﺮ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ :
)ﺹ(497 ، ﻭﺗﻮﻛﻴﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴًّﺎ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ
ﺟﺎﺑﺮ – ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : - ﺭﻗﻢ 1218 .
[3]ﺍﻧﻈﺮ : ﺗﻴﺴﻴﺮ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ" :
(ﺹ(497 ، ﻭﺗﻮﻛﻴﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴًّﺎ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ
ﺟﺎﺑﺮ – ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : - ﺭﻗﻢ
( 1218) .
[4]ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ) :4/487/ ﻓﺘﺢ(
[5]ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ) :6/632 / ﻓﺘﺢ (
[6]ﺍﻧﻈﺮ : ﻣﺪﺍﺭﺝ ﺍﻟﺴﺎﻟﻜﻴﻦ :
( 2/129) .
ﺍﻗﺘﺮﺡ ﺩﺭﺳﺎً
ﺑﺤﺚ
ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ I ﺍﻟﻤﻨﺘﺪﻳﺎﺕ I ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ